تستظل بها هروبا من أشعة الشمس الحارقة
وتساقط العرق على جبينه
وكثرت المناديل التى تتبدل فى يديه
يجفف بها قطرات عرقه المنسال
ويلتفت يمنة ويسرة
ينتظر قدومها
ينظر فى اقصى الطريق
فيرى وكأن جمال وجهها ملأ ناصية الطريق
وكأن رقة صوتها تطرق أسماعه
وأخذ يفكر ويتخيل ويرسم صورا واحلاما
ويتأمل الهدية التى احضرها معه
فقد انتقاها بعناية
ومر الوقت عليه كسنين طوال
ومع كل دقيقة تمر يلتفت هنا وهناك وينظر فى ساعته
ويشتد الحر
ويزداد العرق
ويخترق رأسه الصداع
وبدأت دقات قلبه تضطرب
قلقا من تأخرها فلم تعتد ذلك
وبينما هو كذلك
رن هاتفه
فارتبك
واسرع يمد يده فى جيبه
والعرق يسيل كشلال متدفق
ووجهه يشتد احمرارا
ويبحث عن هاتفه هنا وهناك
ها قد وجده واخرجه
نظر فى هاتفه
صمت
هدأت جوانحه
المتصل رقم ................
رقم لا يعرفه
ربما تكون هى
اجاب
أتت كلماته مقتضبة وسرعان ما أقفل هاتفه بعدما أخبره المتصل بأنه أخطأ في الاتصال...
هل هذا وقت اتصالات خاطئة قالها لنفسه بانفعال ولكن ما ذنب المتصل فلم يكن يدري مدى حرج تلك اللحظة ، ولم يكن يعلم مدى ارتباك المتلقي للاتصال ومدى جنون صوت الهاتف ولم يكن يدرى أنه سيهاتف رقما خاطئا من الاساس... لم يكن ذاك الاتصال سوي زوبعة من الاضطراب والاحتراق.. قلبه وحده يعانيها يشعر بها فالأوقات يقيسها المرء بمقدار ما تعنى له هو لا ما تعنى لغيره
وعاد ينتظر
ويشتد عليه الاضطراب
ويبدو القلق فى وجهه
وتناسى الصداع
الذى كاد ان يفتك به
وعاد ينتظر
ويشتد عليه الاضطراب
ويبدو القلق فى وجهه
وتناسى الصداع
الذى كاد ان يفتك به
تدور فى رأسه الدوائر
يا ترى ماذا أخرها
يا ترى ماذا حدث لها
ومن جديد الهاتف يرن
نظر ارتبك انها رسالة
انها هى
تزايد العرق
تزايد الاحمرار
بدا يهدأ فى نفسه
ويقول خير خير خير
كانت كل المقومات من حوله توحي بأن تلك الرسالة لا تحمل خيرا , لكنه اقترض من دينه والإيمان الساكن قلبه التفاؤل فأخذ يطمئن قلبه بهمهمة من بين شفتيه :
ومن جديد الهاتف يرن
نظر ارتبك انها رسالة
انها هى
تزايد العرق
تزايد الاحمرار
بدا يهدأ فى نفسه
ويقول خير خير خير
كانت كل المقومات من حوله توحي بأن تلك الرسالة لا تحمل خيرا , لكنه اقترض من دينه والإيمان الساكن قلبه التفاؤل فأخذ يطمئن قلبه بهمهمة من بين شفتيه :
- خير .. خير إن شاء الله ..
بيد مرتعش تنقلت أصابعه فوق أزرار هاتفه النقال . تسمرت عيناه على الشاشة ،
تخاذلت يداه ، شعر بحالة بين الخوف والاضطراب ، برزخ بين الموت والحياة .. سقطت تلك الهدية المنتقاة، ارتطمت بالأرض بعنف وتدحرجت ... تماما كما ارتطمت عيناه بالشاشة.. وكان قوة الارتطام متساوية..
جاءت الرسالة كلمة واحدة لا ثاني لها ، كلمة تحمل الغموض والبعد والجبروت في كل حرف من حروفها...
- " مضطرة "
لم يوقن بما تعنيه الكلمة لكنه أدرك أنها لن تأتي...!!
نزلت دموعه حارة مؤلمة ، يا ترى ماذا حدث ؟ يا ترى الى أين تقودنا الاقدار ؟
نزلت دموعه حارة مؤلمة ، يا ترى ماذا حدث ؟ يا ترى الى أين تقودنا الاقدار ؟
مممممممم
ردحذفطيب كدة عايزين تفاصيل اكتر ...
وانت اكيد هتكمل
حاضر
ردحذفما اقدرش اتأخر