الاثنين، 14 مايو 2012

الفصل الثانى



مضطرة كانت اخر كلمة منها له ، رسالة قاسية حروفها معدودة ، كلمة واحدة لكنها نيران موقدة  أشتعلت فى جميع جسده ومشاعره
قلبه سبق عينيه لقراءتها صُدم ، غضب ..، ثار كما البركان ...، نزفت دموعه .. يقولون أن الزمن كفيل بأن يطوي الألام أتراه يفعل ذلك معى .. يقولون أن مرور الوقت كفيل بأن يمحو من العقل الذكريات أتراه يفلح معى ..... حاول وفى كل المرات كان الفشل نتيجة واحدة لا تعديل لها ..... لم يستطع نسيانها أو محو صفحاتها من ذاكرته ، فقد حفرت كأنها توحدت معه فصارا كيانا واحدا ..... كلما لامست يدى اشعر وكأنها ممسكة بها كلما التفت بعينى أشعر كأنها امامى كلما شردت بخاطرى أجدها تداعب خصلات شعرى ، كلمات حاله يقوله دون أن ينطق بها لسانه وكأن به مس من الجن أو أصابه بعض السحر .
مرت الايام تجر معها الشهور والسنوات ، بدأت ثقيلة وخف حملها عليه تدريجيا
وما اسرع خطوات الزمن وما اصعب المقدر عند من لا يعلم الحكمة منه
ومن منا يعلم حكمة ما يحدث له وقتما يحدث فلو تعلمون الغيب لاخترتم الواقع
رضى بقضاء الله وقدره وحمد الله على ما كان فلله الحمد فى السراء والضراء
وبعد أن طرق كل الابواب وسلك سبلا عدة محاولا الوصول اليها ولم يستطع قرر مواصلة حياته ، انهك نفسه بالعمل والسفر المتواصل وفى أثناء إحدى سفرياته
الى مدينة بعيدة وصلته رسالة ( محتاجة لك )
الغموض يأتى ثانية عبر رسالة من رقم مجهول ، كأن القدر يصر على أن يتحكم في تصرفاته رنين هاتف وكلمة أو كلمات مختصرة مقتضبة تحتل الشاشة . تقع عليها عينيه
فيضطرب كما اضطرب قبل سنوات وتعاوده المشاعر التي لم تنقطع..سريعا اتصل بالرقم الذى اتته منه الرسالة لكن لا اجابات تأتى مرات ومرات والهاتف لا يجيب او ربما يكون مغلقا ..... اتصالات سريعة بالاهل... بالاقارب... بالاصدقاء ... بالمعارف..... بالجميع ليس احدهم اذن من فى حاجة الى من ارسل لى الرسالة من يثيره اضطرابى وتوترى .... تساؤلات وتساؤلات دارت فى عقله ..صمت قليلا ثم قال احتمال بالغ الصعوبة  لكن ربما ، نعم ربما تكون هى رغم صعوبة احتمال أن الرسالة قد تكون منها.. إلا أن شيئا في قلبه ألزمه بالعودة .. ربما هو الإلهام أو هو التفاؤل الذي رغم انكساراته مازال به يؤمن .قرر العودة ،
عجيب أمر الحب كيف دوما يرتبط بالوطن... فأول خطوات بحثه كان لا بد له من أن يرجع إلى حضن وطنه الدافئ كما أحضانها ، فهو لم يزل لا يدرك هل حضنها شبيه بحضن الوطن أم أن حضن الوطن يستمد حنانه من حضنها..؟؟!!
 وقرر البحث عنها مجددا..!!
فقد استيقظت الذكريات ثانية  وأشتعلت براكين حبه التى ظنها هدأت بما مر من وقت ولكن الحقيقة ان المشاعر كشعب مسالم يظنه البعض ضعيفا لكنه اذا اثير لا يستطيع احد اخماد ثورته حتى يصل لمبتغاه .
وصل الى حيث الوطن ، جثا بركبتيه على الارض وقبل تراب الوطن واحتضن الحصى بيده وهمس للتراب بكلمات وحده الله يعلمها
لم يأخذ قسطا من الراحة ولسان حاله راحتى عندما أراها ، عندما اطمئن عليها
اسرع يبحث ويسأل
ويتصل بكل اصحابها الذين كان يعرفهم وبالطبع سألهم من قبل ولكن ربما لديهم جديد ولكن كانت الاجابة دوما بالنفى فلا يعلمون عنها اى شئ وكأنها قررت الابتعاد عن الجميع دفعة واحدة دون أن تترك لنفسها اى خيار أخر .
ألم تنساها بعدها ؟ ربما تكون نسيتك ربما غارقة في عذوبة حياتها السعيدة
ربما هى الأن فى أحضان غيرك ، متعلقة بعنقه  ، يديه تطوق رأسها ، كلمات من كل من يلاقيه ويسأله عنها ولكنه لم يصدقهم ولم يدعهم يثبطون من همته وعزيمته  
يحدث نفسه
أشعر انى مازلت أحيا فى داخلها
أشعر انها فى حاجة ماسة إليا
لابد أن اصل لها مهما كلفنى الأمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائما كلماتك التي تخرج من قلبك هي الاصدق....وليس الكلام المنمق الموزون